عادت عشية أمس الحياة إلى الملاعب التونسية بمناسبات مباريات ربع نهائي كأس تونس للموسم المنقضي،وبعودتها عدنا غصبا لمتابعة نشاز مسؤولينا أو بالأحرى أشباه مسؤولينا واحتجاجات كل الفاعلين في المشهد الرياضي في تونس التي باتت مقرفة إلى درجة لا تطاق.
بالأمس تحولّت أنظارنا إلى ملعب سوسة الذي احتضن قمة الدور بين النجم الساحلي وضيفه الترجي الرياضي التونسي ومنينا النفس بمشاهدة عرض كروي يقطع مع الرتابة ويشفي الغليل بعد أسبوعين تجرعنا خلالهما خيبات بلا عد كان أبطالها الوفد التونسي المشارك في أولمبياد "ريو"،ولكن أمانينا سرعان ما ذهبت أدراج الرياح بما أن إيقاع الكلاسيكو كان رتيبا إلى أبعد الحدود ولم نشاهد فيه ما يستحق الذكر كرويا ولكننا شاهدنا في المقابلة عروضا مميزة في الملاكمة كانت بدايتها مع برازيلي النجم دياقو أكوستا وكامروني الترجي فوسيني كوليبالي اللذين كشفا عن مهارات كبيرة في تبادل اللكمات مما اضطر الحكم إلى طردها من الملعب.صراع العضلات تحوّل من المستطيل الأخضر إلى بنك البدلاء،بعد أن أخذ مدرب النجم الساحلي فوزي البنزرتي نصيب العادة من الاحتجاج الذي بلغ حد التهجم على طبيب الترجي ياسين بن حمد في لقطة هجينة غير غريبة على "الكوتش" الذي لم يع بعد أن تصرفاته هذه لا تليق باسم كبير مثله يفترض عليه أن يكون قدوة للاعبيه وللجيل الناشئ لا أن يكون مثالا سيئا في الهمجية وفي التصرفات الصبيانية.
قد نتفهم المزاج الصعب لمدرب النجم وقد تكون ردة فعله تلك نتيجة استفزازات متواصلة من طبيب الترجي، الذي خرج عن هدوءه المعتاد وانخرط بدوره في سنفونية النشاز التي عزفت عشية أمس في سوسة، ولكن هذا لا يبرر أبدا ما أقدم عليه البنزرتي المطالب في أكثر من مرة بضرورة القيام بحملة نظافة شاملة لكرة القدم التونسية ولكنه نسى أو تناسى أن حملة النظافة يجب أن تنطلق منه لأن تصرفاته اللامسؤولة وكلامه الجارح الذي تحمله إلينا عدسات المصورين في مختلف المباريات تقيم الدليل على أن الرجل ماض في هذه الطريق وأنه لا ينوي تهذيب سلوكه الذي لا يتماشى وقيمته الفنية الكبيرة التي لا يختلف حولها عاقلان.
تصرفات البنزرتي وبن أحمد أمس ومن قبلها تصرفات حسين جنيح ووليد العارم في إياب بطولة الموسم الماضي والتصريحات الساخنة لجلال كريفة ورياض بنور من شأنها أن تعيد التوتر إلى علاقة النجم بالترجي والتي تحسنت كثيرا في السنوات الكثيرة،وهو ما يفترض صحوة عاجلة وتدخلا صارما من الجامعة لاتخاذ العقوبات اللازمة على كل المذنبين حتى لا يكون الموسم الجديد نسخة كربونية لسابقيه من حيث التجاذبات والاحتجاجات والفوضى والعنف.
خالد الطرابلسي
